responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 56

كما إنّا إذا تدبّرنا الحوادث الكونيّة المادية والمقدّرات الطبيعية وجدنا أنفسنا في ضمن جهاز مدهش في أحكام الصنع والإتقان يتحرّك طبق قواعد ثابتة وحدود معينة، فالفلكي يستطيع أن ينبأنا عن حركات السيارات في أفلاكها الجارية فيها بأزمنة ومسافات مضبوطة وبنظام تام وعن تعيين المكان الذّي تبلغه بعد مئات من السنين أو ملايين، ويعرف بالدّقيقة والثانية، ساعات الكسوف والخسوف ومشارق الأهلة في آفاقها وفي أرضنا نرى الفصول تتوالى بأوقاتها على نظام معلوم.

وكل حادثة من حوادث الكون ومقدّرة من مقدّرات الطبيعة، نجد لها تعليلًا علمياً ترتاح إليه العقول وتستنير به الأذهان، فإنّ درجات الحرارة والبرودة في البحار والأجواء ونواميس الجاذبية جاءت بغاية ما يمكن من الإتقان بإنشاء من بارئها تعالى، ضباب فسحاب فغيث مدرار اهتزت له الأرض وربت واكتست حدائق وجنات غناء، وهكذا التفاعلات الكيماوية، فإنّ نواميس تركيبها وتحليلها من أدق النواميس وأضبطها وشاهد النظام في ذلك إن الكيماوي إذا عمد إلى عملية كيماوية تنبأ عن نتائجها قبل وقوعها، وإنّه ليستطيع التعليل لأنواع هذه الحوادث بما لا يبقى معه إبهام ولا التباس. ولولا هذا النظام المتقن فإنّ الطبيعة قد تمشت على فوضى كيماوية، لما صح شي‌ء من ذلك ولا يفوتك أن تعتبر بظواهر الحياة.

إنَّ فلاح القمح إذا بذر القمح يعلم علما يقينيا أنّه لا يحصد إلا قمحاً، ونحن نعلم يقينا إنّ الحيوان لا يولد من نبات ولا يكون النبات أبا للحيوان، وإنّ لأنواعها أعماراً لا تتعداها وللمظاهر الحيوية نواميس جارية بغاية الدقة والإتقان والوضوح والجلاء ومن مبدأ تكوّن الجنين‌

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست