responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 53

المسائل وأشكلها وهي تتعلق بنا رأساً، فهل لوجودنا هذا في الخليقة عالم آخر غير الذّي نحن فيه؟ وهل بينه وبين عالمنا هذا علاقة واتّصال أو الأبدية فناء محض وعدم بحت؟ والأديان وإن حلّت هذه المشكلة وقالت بالمعاد والخلود، ولكنها أنبأت بذلك بصيغة الخبر وأسلوب الحكاية وكقضية مسلّمة فلا مجال للبحث فيه من هذه الجهة، ولا ريب في صحة هذا القول بالنظر إلى النصوص الديّنية ولكنا نريد أن ننظر فيه من حيث العلم ونسلمه للبرهان، وننظر هل يدلّ البرهان على وجود عالم آخر فيه خلود وتأبد أم إنّا إذا متنا فنحن صائرون إلى العدم ومنقادون إلى الفناء؟!.

من البديهي إنّ أبحاث المعاد من أقدم ما بحث عنه الإنسان العاقل كلما ارتقت مدارك أمّة فكرت في مصير أمرها بعد الموت، والأكثرون على أن في الوجود عالماً آخر نسير إليه عن طريق الموت أما إلى نعيمه أو جحيمه، وقد استندت أحكام المتقدّمين إلى العلم المعروف عندهم وكتب الأقدمين مشحونة إلى حواشيها بأدلّة ركّبت على فلسفتهم وعلومهم مما لا نفهمه ولا نعبأ به وهو معدود في نظر القرون الأخيرة كجزء من تاريخهم وليس له قيمة علمية، فقد كسدت سوق تلك البراهين الجدليّة التّي كان المعول فيها على الألفاظ والمصطلحات.

والمسألة إذا لم نستطيع أن نعالجها عن طريق الحس ونحلّها بالمشاهدة والتجارب تبقى كما هي غامضة وغامضة، ولابدّ من أن نتوّصل إلى الحقيقة بالاستنتاج العقلي ويكون النص الدّيني لنا زيت السراج ولولب الجهاز.

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست