responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 3

نظرياتها كاد أن يكون بعضها معتبرا كعقيدة دينية إلّا إن هذه الفلسفة الماديّة البحتة الّتي لا تؤمن بغير المنظور، ولا تعترف بغير المحسوس كانت مصيبتها أدهى وأمر.

وإذا كلفنا عقولنا أن تّتصل بالملأ الأعلى عن طريق الحواس فقد ارتكبنا شططا، وكّنا كمن كلف الأسماع أن تدرك ألوان الأزهار، والنواظر نغمات الأوتار. ومع هذا فقد صمد إليها أساتذة فطاحل ممن دِيْثَ في قلوبهم الإيمان، والتاط في دخائلهم وحي الأزلية، وغار في أعماقهم حس السرمدّية، ففتحوا للمادة الجامدة العمياء عيونا لمشاهدة الملكوت الأعلى، وكشفوا منها وفيها جهازا تلمس به الحقائق الإلهية، وعبروا من الطبيعة إلى ما وراءها، واستخدموا النواميس المادية حجة دامغة وآية بالغة على مبدع الناموس ومكونه. وهكذا تمّشى الّدين مرعي الجناب جنبا لجنب مع هذه الفلسفة الأخيرة.

والّذي دعاني لتأليف هذه الّرسالة هو ما أذكره لك في سبب تأليفها، وهو يخص فرعا من فروع الدين ليس له ذلك الشأن مما لا يعتبر أساسا في قوام الّدين إلّا أنّ ما يكتنفه مما لابد منه في إثباته من أقوى دعائم الدين وقد توّصلنا لإثباته من طريق هذه الفلسفة، وهذه الفلسفة الّتي يصح لنا أن نسمّيها الفلسفة الأوربيّة فإنها في أوربا نشأت ونمت، ومنها تفرّعت. وكان أثرها السي‌ء في الشرق أعظم منه في أوربا نفسها، فاّن رواتها وحملتها إلينا جعلوها أساسا لكل جلال وإبداعاً أوربياً مادياً، وأصلا تستباح به كل عصمة أدبية، واعتنقها جماعات فينا وافقت أهوية في نفوسهم، وتطرّفوا في مناهجها الأدبّية إلى الغاية.

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست