responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 25

وفعلا، والمحسن عطاءً وبذلًا بحر الندى، علم الهدى، حتف العدى، السّراج الذي لا يخبو، والجواد الذي يقدح زناد عزمه ولا يكبو، والصارم الذي يفري غرار حدّه ولا ينبو، عليَّ الهمم، ولي النعّم، الشاملة للعرب والعجم.

وَلقَدْ قَرنْتُ عُلاهُ في أعْلى الوَرى‌

قدراً فَما صَحّ القياسُ وما اقْتَرنْ‌

أتُرى يَصحُّ ولم تكُنْ منْ نسْبةٍ

يَنجابُ عن (كُبرَى) القِياسِ بها الوَهنْ‌

قومٌ بِما نَالوهُ خالوا أَنَّهُمْ‌

وَصَلُوا وما وصلوا إليه ولَنْ وَلنْ‌

ومن ثم كان للناس إماما، وللدين دُعاماً، وللشريعة شعاراً، وللحق مناراً، ولليل المشكلات مصباحاً، ولمقفلاتها مفتاحاً، وللفخر محلًا، وللمجد أهلًا، وللفضل مقاماً، وللعلم غارباً[1] وسناما، وَلِمَ لا يكون كذلك وهو على أنّه حاز من المفاخر ما حاز، وجاز من ذرى المعالي ما جاز، وسعى فأدرك ما أمَّل بسعيه وجِدّه، لابأبيه وجَدّه، ابن من عرفت من الأساطين، وصفوة مَنْ طبقت أخبارهم فضلهم الأفاق إلى حدود الصين، مولانا الأجل، ومن له العقد والحل، موسى فرعون الجهل، وعيسى مؤتى الفضل، صاحب الفخر نائب الصدر عماد الملّة المؤتمن مولانا وملاذنا محمد الحسن‌[2] أدام الله أيام معاليه، وأبقى على العافين سكب أياديه، نجل الرضي المرتضى، العلامة محمد الرضا، بقية الإمام الأكبر حجة الله في عصره موسى بن جعفر الحلي النجفي، حَلّاهم الله بلطفه الخفي، أنّه أمدّ الله ظلّه ممن تغرّب عن الأوطان في طلب مزيد العلى فنالها بعد ما أجهد نفسه في طلب العلوم حتى كاد أن يبعث الفنا لها، ورأى أن العود في أرضه حطب، وأن الرّماح الخطيَّة[3] في بلادها


[1] الغارب: الكاهِلُ أو ما بين السَّنام والعنُق.

[2] محمد حسن كاشف الغطاء هو عمّ المؤلف ولد عام( 1278 ه-) وتوفي( 1336 ه-) درس في النجف الأشرف وسافر الى إيران واستقر في أصفهان وأصبح من كبار الرجال ولقب بشيخ العراقيين.

[3] قال الجوهري: الخَط موضع باليمامة، وهو خَطُ هَجَرَ تُنْسب إليه الرّماح الخَطيَّة، لأنّها تحمل من بلاد الهند فتُقوَّم به. ينظر: الصحاح- الجوهري: 3/ 1123.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست