responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 225

في ترجمة الشيخ (رحمه الله)، وقد سمّى كتابه هذا بيتيمة الدّهر في ذكر علماء العصر، وهو على نسق (يتيمة الثعالبي)، ولو أنّ السيد سماه (تميمة الدّهر) لخلص من وصمة السرقة، فلما نظرته على سبيل الإجمال، وتصفّحْتُ منه بعض التراجم والأحوال أخذ بمجامع لبّي، ووقع بمكان من الاستحسان في قلبي، فعزمت من حيني على رفض ما أنا مشغول بتأليفه وجمعه وحزمت في نفسي على خفض ما نصبت مدّة في تشييده ورفعه، وقلت جزى الوادي وعبّ البحر، فطمّ على القرى وعفّ النهر، ثم لمّا أجلت نظري فيه مرّة أخرى، أبدت عين التأمل والتحقيق أنّه بالرفض أحرى، فهو وأن أجاد فيما أفاد من تحريره وتجبيره، وأحسن وأزاد في بيان المراد بنشره وتعبيره، حتى رجع وهو السّباق في هذا الرهان، وعجز عن لحاقه فرسان ذاك الميدان، وقد شرطنا أوّلا أن نعطي كلّ ذي حقّ حقّه بما هو فيه، ولا نزيد ولا ننقص شيئا من محاسنه أو مساوئه، فتلك الخصلة التي كان يفاضل السيد بها، ويفوق على من عداه فيها ولكنّه يكون مفضولا بخصال توجب النقص فيه، وتكثر تعداد مساويه، وهي عدّة أمور:-

منها: أنّه يغرق في الثناء على ا لشخص الذّي يذكره حتى يملّ التالي من تلاوته، ويعجز لسانه عند قراءته، فلا تحسبه إلَّا ديباجة مراسلة، أو صدر مكتوب مواصلة.

ومنها: أنّه مع هذا الإغراق والتطويل لا يذكر فيها ولادة من يترجمه ولا ما قال من الشعر[1]، ولا ما قيل فيه سوى ما قاله هو فيمن عاصره ولا تاريخ وفاته ولا مدّة عمره، ولا تعداد مصنّفاته، ولا بعض حكاياته أو كراماته أو تلاميذه أو أساتيذه أو شيئا من أحواله إلَّا بعض الإشارات الإجمالية في فقرات جزئية، عن وقائع كلّية، فلا تفيد الناظر فيها إلَّا حيرة وتيها.


[1] وردت في المخطوطة( ولا ما قال الشعر).

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست