حُلو الشمائلِ والأعراقِ شيمتُه
أحلَى مِن الشَّهْدِ والسلوى لدى الأُممِ
يَستأنِسُ الريمُ فيه منْ لطافتهِ
كأنّهُ بينَ ضالِ الطلح والسّلمِ
سهلُ العريكةِ منّاعُ الحقيقة خوْ
وَاْضُ الكريهةِ إنْ حرّ الوطيسُ حَمِي
أجعفرٌ هو أم بحرٌ طمى كرماً
وفاضَ حتّى تخطّى غاية الكَرمِ
المنفقُ المالَ يومَ المحْل يتبعُهُ
ما كان يحويهِ منْ شاءٍ ومِنْ نِعَمِ
والحاكِمُ المُرْتَضَى دونَ الوَرى حَكَما
يا أسعدَ اللهُ جدّ الحاكم الحَكمِ
أكرمْ بهِ منْ فتىً كمْ راحَ مُنْتشراً
عَليْه للنصْرِ يَوْمَ الرّوْع مِنْ عَلَم
ندبٌ وناهِيكَ منْ نَدْبٍ ومُنتدَبٍ
إلى المَعالي ومنْ حَبر ومِنْ عَلم
كمْ حَلَّ بالنظرِ العالي إذا اشتكلتْ
عقدُ الأمورِ وداوى الكَلمَ بالكَلِمِ
مِلْء المفاضةِ منْ عِلمٍ ومنْ عَمَلٍ
ومنْ سخاءٍ ومنْ بأسٍ ومنْ شِيمِ
لهُ منَ المجدِ حظٌ وافرٌ وعُلًا
ما ليس يحصيهِ خطُّ اللّوحِ والقَلَمِ
حازَ المفاخرَ حتى جازَ غايتَها
وصارَ بين[1] عبادِ الله كالعَلمِ
حَوى المكارمَ حتى قالَ قائلُهَا
هذا الذي الفَضْلُ فيه غيرُ مُنقَسمِ
يُهنيكَ لو راحَ يُلقى من بلاغتِهِ
عُقودَ دُرٍّ بسلكِ الحُسْنِ مُنتَظَمِ
أبْدَى لَهُ العُذْرَ قسٌّ لو يعاصِره
وكانَ معترِفاً في زلّةِ القَدَمِ أو راحَ يُملي مَقالًا مِنْ براعتِهِ
لكانَ كالسّيلِ منحطّاً عن الأكمِ ينسِيكَ[2] حسّانَ[3] نَظْماً رائِقاً وَلهُ
نَثْرٌ حَكَى أنْجُمَ الجوزاءِ في الظُّلّمِ
منْ لمْ يَجُرْ قَطّ يوماً في حكومتِهِ
وإنْ يَفه فاهُ بالأسرارِ والحكَمِ
تلقاهُ يومَ النَدى يهتزُّ مِن طَربٍ
إلى المكارمِ هزّ الغُصنِ للنَسمِ
لازلتَ تَنشقُ من ريّا شمائلهِ
نوافِحاً تُنعشُ العافي منَ العَدمَ
وفاقَ حتى سَما النسرين منزلةً
وداسَ هام الثَّريا منه بالقَدَمِ
[1] وردت في المخطوطة( ما بين).
[2] وردت في المخطوطة( يُنسيك).
[3] حسان بن ثابت شاعر الرسول.