responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 110

سوره ففعلوا ذلك كله.

يقول العم أدام الله تأييده: إنّ الخان إلى هذا الزمان خربة معروفة بالحلة، ولعل هذه السنة أو قبلها قد عمّروه جديداً ثم عرج الشيخ إلى الخان المحاذي له فوجدوا أبوابه أيضاً مغلقة، فأمر الشيخ أن يوضع النفط والنار عليها، فأحرقت الأبواب ودخل الشيخ وأصحابه وكان أهل ذلك الخان صحاة وقد أحسوا بنزول العذاب عليهم، فكانوا مشغولين بالاستعداد فهجم الشيخ عليهم قبل أن يكملوا عدّتهم، ولكن جعلوا يقاتلون أصحاب الشيخ بما قدروا عليه من التفك والسيوف والخناجر حتى قتلوا من أهل الحلة تسعة وصوّبوا تسعين منهم الشيخ فإنّه أصيب بجرحين، ثم أنّ أهل الحلة تدافعوا على الخان بأجمعهم فقتلوا العسكر بأجمعه إلَّا تسعة فأنهم فرّوا أوّل الأمر، فما طلعت الشمس إلَّا والقوم بين صريع ومجدل وهارب والشيخ يكبر الله ويقدسه، وهو يقول: الحمد لله وقعت أخت وقعة النهروان، فقيل: وكيف ذلك؟ فقال خرج على الأمير عليه السلام تسعمائة أو سبعمائة مرقوا من الدين، وهؤلاء قوم مارقون عددهم ذلك العدد، وقد قتلوا أولئك من أصحاب الأمير عليهم السلام تسعة وفرَّ منهم تسعة وهؤلاء أولادهم قتلوا تسعة منا وفر تسعة منهم، فالحمد لله الذي جعلنا من المتأسين بأوليائه الصالحين.

ثم أمر الشيخ صبيحة اليوم الثاني أن تدفن أجساد ذلك المعشر اللّعين بلا غسل ولا تكفين، ثم أنّ أهل الحلة اجتمعوا عند الشيخ وقالوا له: لا نأمن أن يداهمنا سليمان باشا بجنود لا قبل لنا بها، ولا نستطيع الدفاع عنك فلو رحلت لكان أولى لأنّك ركن الدين، فإن سلمت سلم وإلَّا هدم، وأمّا نحن فإن قتلنا فتلك الشهادة العظمى، والسعادة الكبرى، وإن بقينا فلا تجدنا لك إلَّا ذخراً. فقال الشيخ نِعمَ ما نصحتم به وقد كان عزمي عليه، ثم بعث بأهله وأولاده جميعا الذين في الحلة والنجف إلى الحسجة، وسار هو مع ثلاثين من خواصه على البصرة إلى العجم.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست