ينبغي أن يُشهّر بأرباب
البدع وتصانيفهم المضلة المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه و أهل بيته عليهم السلام
وذلك لفسادها، ويُبَيَّن إنهم على غير الصواب ليحذرها الناس فلا يقعوا فيها،
وُينفر عن تلك المفاسد ما أمكن، فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق
المسلمين حتى قيل لبعض العلماء: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل
البدع، فقال: إذا قام وصلى وصام واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع
فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل. والنصيحة للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل
الله، ولولا بيان مفاسد أهل البدع لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء
العدو من أهل الحرب، فإن أهل الحرب إذا أستولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من
الدين إلّا تبعاً، وأما أهل البدع فهم يفسدون القلوب ابتداء.