الستر عليه إذ ربما ينجر الحكم إلى قتل
الأبرياء وهتك نواميسهم وهو ليس بأهون عند الله من الستر على الفاسق وإن كان كذبه
غير معلوم، بل إدعى بعضهم الإجماع على ذلك[1].
وربما يستأنس بجواز نصح المستشير في نقد الشهود وجرحهم بقوله سبحانه
وتعالى: [وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ
آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ][2]. وقوله تعالى: [ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسئموا ان تكتبوه صغيراً أو
كبيراً إلى أجله][3].
ولا يخفى عليك ان البحث إنما هو في جرح الشاهد ونقده لا في كتمان
الشهادة على الواقعة، فدعوى الاستدلال بالآيتين على جواز نصح المستشير في نقد
الشاهد وجرحه غير صحيحة فلا يعد الناقد والجارح شاهداً حتى يدخل في الآيتين
الشريفتين.
سابعاً: نصيحة الكفار والمشركين وأهل الكتاب
قال الله سبحانه وتعالى: [مَا يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ