بيان نبذة من أحوال الإمام التاسع والنور الساطع حجة الله على
العباد مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد (ع)
المشهور من ألقابه وكناه الجواد وله ألقاب أخر كالتقي، والنقي وأبي
جعفر والمختار، والمنتجب، والمرتضى، والقانع، والعالم.
ولد (ع) في المدينة المنورة في السنة الخامسة بعد التسعين والمائة
بعد الهجرة اتفاقا والأشهر يوم الجمعة في الخامس عشر من شهر رمضان أو التاسع منه،
وروي في اليوم العاشر من رجب وأمه أم ولد وقيل اسمها سبيكة، وقيل خيزران، وقيل
ريحانة، وقيل سكينة، وقيل مرية وكانت من أهل بيت مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول
الله.
روى ابن شهرآشوب في المناقب بسنده عن حكيمة بنت الكاظم (ع) قال: لما
حضرت ولادة خيزران دعاني الرضا (ع) فقال: (يا حكيمة احضري ولادتها)، وأدخلني
والقابلة وإياها وأغلق الباب ووضع مصباحا فلما أخذها الطلق انطفأ المصباح وبين
يديها طشت فاغتمت لانطفاء المصباح فبينما نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر (ع) في الطشت
وإذا عليه شيء كهيئة الثوب يسطع نور وجهه حتى أضاء البيت فأبصرناه فأخذته ووضعته
في حجري ونزعت عنه الغشاء فجاء الرضا (ع) ففتح الباب وقد فرغنا من أمره فأخذه
ووضعه في المهد وقال لي: (يا حكيمة الزمي مهده)، فلما كان اليوم الثالث رفع بصره
إلى السماء ثم نظر يمنة ويسرة وقال (ع): (أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
واشهد أن محمدا عبده ورسوله)، فقمت ذعرة فزعة فأتيت ابا الحسن فقلت له: قد سمعت من
هذا الصبي عجباً فقال (ع): (ما ذاك)، فأخبرته، فقال (ع): (يا حكيمة ما ترون من
عجائبه أكثر).
وروى كليم بن عمر إذ قال: قلت للرضا (ع) أدع الله أن يرزقك ولدا فقال
(ع): (إنما أُرزق ولدا واحدا وهو يرثني)، فلما ولد أبو جعفر قال (ع) لأصحابه: (قد
ولد لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار وشبيه عيسى بن مريم