responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    جلد : 1  صفحه : 45

انطوى عليه لما ينتاب بهلع وفزع الى ان تنتهي تلك الزفرات الباطنية المكمنة في خلال الأعراق والأعصاب تتصاعد الى أعلا الأعضاء حتى تنتهي الى العين فتنهمل منها دموعاً جارية على الخدود ولكن الجدر والأوفق بل الواجب الديني والوطني أن كنت على معرفة حقائقهما بمقتضى ما امضيت تحت مقالتك في جريدتك (......) وذلك فلسفة الاحكام تلزمك بأفاضة ما يكنه ضميرك الى الملاء ليتطلع حينئذٍ على اسرار فلسفة المدنية المقصود منها عمران البلاد ووقوف الأمة على العلوم والتجلى الآن عليه من الجد بعمله.

وهو أن بعض ابناء الأمة الايرانية في هذا اليوم قد اندفعت في تيارها الجارف الرهيب الى ما هو الزم وأوجب عليك انتقاده لمثابرة العمل على الملاهي المختلفة الأنواع كالخمر والميسر وما اشبه ذلك المنصوص بتحريمها، وتخلقهم على غير الطبيعة الدينية وعدم تنظيم قواعد المملكة وتنزيه أصول القانون الذي عليه مدار الاقتصاد المادي والأخلاقي ماهما بدرى البلاد مدنية وحضارة اللذان بهما تعرف ماهية الأمة ما تكون بازائهما من الوقوف على معارف الاشياء بعللها الطبيعية المطلوبة تحصيلها سيما نزاهة الضمير الذي به يأتلف الانسان مع نظيره في تعيشه وعمله بالمصالح النافعة للهيئة العامة وجريان أصول العدل على منصة الحكم، ومنه يحصل وجوب ماكان للدولة عليالرعية وللرعية على الدولة.

ونرى اليوم ان بعض ابناء الشرق الناشئة على غير ادب ومعرفة قد خاضوا بحور الجهالة والخمالة غير ناقدة عليهم اقلام مما تسنم عرش المعارف وكيان منار الحكمة بما هم مشغولون به من تهوراتهم التي غير مرضية لدى القوانين المدنية والأحكام الشرعية من بروزهم وتشغالهم الى ميادين اللهو والطرب غير عارفين بوخامة ما ينتج من ذلك بها للمملكة من الجهل والغباوة.

وان البعض المنحط من لامبدأ له ولادين من الشبيبة العصرية مازالوا متهورين ومنتقدين علياحكام المذهب والدين غير عارفين وعالمين بحقائقهما ما يكون من ورائهما جلاء لمعنوية الحضارة والمدنية سوى انهم يرون القصف والترف هما اصل التمدن ومعنوية الحضارة.

ولو كانوا واقفين على حقائقهما لما وقعوا في هذا اليوم في حفيرة الذل والهوان، وذلك أقول ان أي انسان مناي طبقة كانت آمرة أو مأمورة عالمة أو جاهلة كبيراً أو صغيراً قابض‌

نام کتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست