مبتهلًا الى الله في ان يمن (لعبد القادر) بالشفاء منقطعاً اليه معفراً جبينه بين يديه.

واما السلطان فبقى ملازماً لسرير (عبد القادر) كئيباً حزيناً وكان كلما القى اللحاف على عبد القادر يلقيه عنه لشدة الحرارة واشتعالها حتى أعيا السلطان ذلك فقال دعوه يتزود من نسيم الحياة فانه ضيف عندنا هذه الليلة والقى اللحاف حول السرير وبقي قلقاً ساهراً حتى نصف الليل فادركه النعاس وأغفا فاذا هو بشخص نوراني بهي المنظر قد وقف عن يمنه وشماله (اثنا عشر) وقائل يقول له هل تعرف هذا العظيم انه (محمد) رسول الله (ص) سيد البشر وشفيع يوم المحشر وهؤلاء الذين عن يمينه وشماله هم بنوه الائمة الاثنا عشر (ع) فاخذته الهيبة واعتراه البهت والسكوت، فالتفت اليه رسول الله قائلًا يابرهان قد من الله على ولدك بالشفاء (ببركة علي واولاده) فلا تخالف ولدي طاهر فانتبه من نومه فرحاً مسروراً ووجد عبد القادر مغطى باللحاف فسأل ام عبد القادر وظئره‌[1] وكانتا عنده يقضتين عمن القى اللحاف عليه فاجابتا انا في دهشة واضطراب من هذا الامر حيث وجدنا اللحاف قد تحرك بذاته واستوى على عبد القادر ومد يده تحت اللحاف فوجد عبد القادر مستغرقاً في النوم على عكس الليالي الماضية فارسل في الحال في طلب الشاه طاهر وطرق الرسول عليه الباب بينما هو على تلك الحال التي وصفناها من الدعاء والابتهال فظن الشاه طاهر ان السلطان قد ندم على نذره وان عبد القادر ادركه الأجل فعد النذر مشؤماً عليه فخشى القتل وحدثته نفسه بالفرار ولكن تتابع الرسل واحاطتهم ببابه جعله يسلم الأمر الى ربه وصحبهم بعد ان عهد عهده وأوصى الى أهله وما كاد يصل قصر السلطان حتى استقبله السلطان خلافاً لعادته وسار به واخذ بيده الى مضجع عبد القادر وهناك طلب منه الايضاح في معتقدات الشيعة ليعترف بها ولكن الشاه طاهر طلب بيان ما عنده اولًا، ولم يجد في الحاح السلطان وتشوقه لمعرفة هذا المذهب قبل البيان فاخبره السلطان بالرؤيا وقصة اللحاف، وعرفه الشاه طاهر بالائمة (ع) ووجوب توليهم والتبري من اعدائهم فاعترف بولايتهم واغترف من سلسبيل محبتهم منشداً:

[1] الظئر: المرضعة و المربية.