وإنما ترك عمر التوسل بالنبي لبيان أن الوسيلة تكون بمن هو دون النبي
في المرتبة والشأن أو لغير ذلك فإن الغرض إثبات مشروعية التوسل بالمخلوق إلى
الخالق جلّتْ آلاؤهُ.
الأمر الثاني: في القسم بغير الله تعالى
وسيأتي جواز القسم بالقرآن الشريف وبالنبي (ص) عن بعض أئمة المذاهب
وهو يكون على عدة وجوه:
الأوّل ما يكون من باب الاستعطاف والوسيلة إلى
الإجابة كما يقال: اللهم بحق فلان ألا غفرت لي أو أسألك بمحمد وآله أن تفعل كذا
وكذا ونحو ذلك مما يكون المقسم به ذا منزلة عند المقسم عليه ويدل على جوازه ما دلّ
على جواز التوسل بالذوات وغيرها إلى المقصود فإن القسم الاستعطافي نحو من أنحاء
التوسل، وقد ورد في تفسير قوله تعال: (فَتَلَقَّى آدَمُ
مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)[2]
أن آدم (ع) قال: اللهم بحق النبي الذي قرنت اسمه مع اسمك ألا غفرت لي.
وفي كتاب صلح الأخوان المطبوع في بومباي سنة 1306 ه- قال: (وأخرج ابن
النجار عن ابن عباس قال: سألت رسول الله (ص) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه
فتاب عليه قال: سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين)[3].
وفي مجمع البيان وهو من أجل تفاسير الإمامية بعد أن ذكر الخلاف في الكلمات قال:
(وقيل وهي رواية تختص بأهل البيت (ع) أن آدم رأى مكتوباً على العرش أسماء مكرمة