و أما الجواب من علماء المدينة فهذا نصه: أما البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً لصحة الأحاديث الواردة في منعه ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه مستندين على ذلك بحديث علي (رضى الله عنه) أنه قال لأبي الهياج الأسدي: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله (ص)؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته. ولا قبراً مُشْرِفاً إلا سويَّتَه)[1] رواه مسلم و أما اتخاذ القبور مساجد و الصلاة فيها فممنوع وإيقاد السُرج عليها ممنوع أيضاً لحديث ابن عباس: (لعن رسول الله (ص) زائرات القبور، و المتخذين عليها المساجد والسُرج)[2] رواه أهل السنة.

أقول قد تضمن هذا السؤال والجواب مسائل نذكرها مسألة مسألة ونذكر ما هو الحق الحقيق بالاتباع والله الهادي إلى الصواب وهو يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم.

المسألة الأولى:

في البناء على القبور

ويدل على جوازه أمور:-

الأول: الأصل الثابت بالكتاب و السنة و الإجماع و العقل فإن الأشياء كلها على الإباحة حتى يرد فيها نهي.

الثاني: القياس و الاستحسان قال (ع): (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله عز وجل حسن)[3] قال ابن عابدين‌[4] في رد المحتار على الدر المختار في الأموات:

[1] صحيح مسلم/ مسلم بن الحجاج القشيري: 2/ 666

[2] سنن أبي داود/ أبو داود سليمان ابن الأشعث: 2/ 196

[3] بحار الأنوار/ العلامة المجلسي: 49/ 201/ باب 15

[4] ابن عابدين: هو محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي، فقيه الديار الدمشقية و إمام الحنفية في عصره، مولده ووفاته في دمشق، ولد سنة( 1198 ه- 1784 م)، وتوفي سنة( 1252 ه- 1836 م). الأعلام/ الزركلي: 3/ 866.