عنى اللّه [سبحانه] به، و لا ما عنى رسول
اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فيحمله السامع، و يوجهه على غير معرفة بمعناه،
و ما قصد به، و ما خرج من أجله، و ليس كل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و
سلّم من كان يسأله و يستفهمه، حتى أن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي و الطارئ
فيسأله عليه السّلام حتى يسمعوا، و كان يمر من ذلك شيء إلّا و سألت عنه و حفظته،
فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم، و عللهم في رواياتهم[1].
*** سجلنا كلمة الإمام في منشأ الخلاف بطولها لأنها توضح بجلاء ما
قلناه من لزوم تغيير مجرى البحث مما عليه المسلمون اليوم إلى البحث حول حديث
الرسول و سيرته و من رواهما لييسر لنا السبيل إلى تفهم الإسلام الحق بعونه تعالى.
و في الختام أسأل اللّه تعالى أن يأخذ بيد هؤلاء الثلة من شبابنا
المؤمن التي قامت بنشر سلسلة «أضواء على مدرسة
[1] تجد بيان ما ورد في هذه الخطبة في الكتب
الآتية:
1- من تاريخ الحديث مخطوط للكاتب.
2- أضواء على السنة المحمدية و
شيخ المضيرة للشيخ محمود أبو رية.