حوى تمام الفقه من الطهارة إلى الحدود و
الديات في خمسين ورقة بقطع الربع و بين مطول (كالجواهر) و (الحدائق) الذي جمع
الفقه في أربعين مجلدا مثل (البخاري) و (صحيح مسلم) و بين الطرفين أوساط و متوسطات
لا تعد و لا تحصى.
الطلاق
لقد استجليت من كلماتنا التي مرّت عليك قريبا أن حقيقة الزواج هي
عبارة عن علقة و ربط خاص يحدث بين الرجل و المرأة يصير ما هو فرد من كل منهما
بلحاظ نفسه زوجا بلحاظ انضمام الآخر إليه و ارتباطه به و ملابسة صيّرت كلا منهما
قرينا للآخر و عدلا له و متكافئا معه مثل اقتران العينين و اليدين بل السمعين و
البصرين، و بعد أن كان كل منهما مباينا للآخر و منفصلا عنه، أحدث العقد الخاص ذلك
الربط و تلك الملابسة التي لا ملابسة فوقها و لا يعقل بل يمكن أن توجد عبارة تشير
إلى حقيقة ذلك الربط و عميق آثاره أعلى من قوله تعالى:
هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ و
هي من آيات الإعجاز و البلاغة و فرائد القرآن و مخترعاته، و لا يتسع المقام لتعداد
ما تضمنته من دقائق المعاني و أسرار البيان و عجيب الصنعة.
و عرفت أن من شأن ذلك الربط و طبيعته مع إرسال العقد و إطلاق أن يبقى
و يدوم إلى الموت بل و ما بعد الموت، إلّا أن يحصل له رافع يرفعه و عامل يزيله، و
لما كانت الحاجة