responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اسس التقوى لنيل جنةالماوي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 4

تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‌ و كيف لا تكون آيات على وجود الخالق و اتصافه بالوحدانية. و براهين على تحليه بأبهى الصفات الكمالية و تجليه بأعظم النعوت الجمالية و الجلالية فانا لو نظرنا إلى مخلوق منها و هو الإنسان و تدرجه في هذه الحياة من ماء مهين مستقره في ظلمات الأرحام إلى علقة حمراء في احفظ مغرس و اتقن مغرس ثمّ انتقاله من طور إلى طور في أحسن حراسة و اكمل عناية حتى إذا صار خلقاً عجيباً و صنعاً بديعاً في جوٍ هادئ و عيش هني‌ء و بلغ من لبثه مداه و استغنى عن موطنه و مرساه خرج من تلك الظلمات بين أحضان أبويه و تحت رعاية والديه إلى أن تشتد قواه و يستغني بنفسه عمن سواه فليت شعري هل يعقل أن يكون هذا كله بلا صانع حكيم و عالم قدير و مدبر بصير فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ.

هذا و يمكن إثبات اكثر الصفات بصريح الآيات و متواتر الروايات بعد إثبات الواجب و عدله إلا أنه يجزي العبد معرفة أنه تعالى جامع لصفات الكمال و منزه عن صفات النقصان و لو بنحو الإجمال.

النبوة

و يكفي في النبوة معرفة ان الرسول من قبل اللّه إلينا بلا واسطة من البشر لتبليغ الأحكام الشرعية و التكاليف الإلهية هو محمد (ص) بن عبد اللّه بن عبد المطلب لدعواه النبوة مع ظهور المعجزات الباهرة على يده و صدور الآيات البينة منه و كيف لا و لدينا اليوم كتاب اللّه حجة بالغة على ممر الدهور و معجزة دامغة على مدى الأزمان و العصور و فرقاناً أخرس البلغاء و قرآناً إلهياً عجزت عن معارضته الفصحاء إلى غير ذلك من جريان الماء من أصابعه عند عطش القوم- و إخباره بموت النجاشي يوم موته- و إنبائه بقتل الفئة الباغية لعمار بن ياسر. و انشقاق القمر له عند ما طلب أهل مكة أن يريهم معجزة تدل على رسالته و نبوته. و تضليل الغمام و تسبيح الحصى، و تكليم الموتى و البهائم و نحو ذلك من المعجزات التي أحصتها كتب السير و رويت متواترة في صحيح الأثر و يكفي دليلا على عصمته (ص) انه لو جاز عليه السهو و الخطأ و النسيان و العصيان لم يحصل الوثوق بصحة قوله و لا تطمئن النفوس بصدقه فتنتفي فائدة بعثه و صح لنا العذر عند مخالفة أمره و نهيه و لا يجب معرفة نسب النبي (ص) و لا أزواجه و لا أولاده و كمية عمره و مكان ميلاده.

المعاد الجسماني‌

و يكفي في المعاد الجسماني العلم بأنه تعالى يعيد الأبدان إلى حياتها بعد موتها و يرجع الأجسام إلى هيئتها الأولى بعد تفرق أجزائها فكأن الناس نيام قد انتبهوا من رقدتهم و غائبون قد آبوا من رجعتهم إذ لو لا ذلك لضاع جزاء المحسنين و ذهب حق المظلومين و استوى حال المطيع و العاصي و المحسن و المسي‌ء و الظالم و لم تبق ثمرة لإرسال الأنبياء و لم يحسن الوعد و الوعيد و لا الترغيب و التهديد و لا تحقق الثواب و العقاب و لزم الكذب على اللّه حيث أخبر

نام کتاب : اسس التقوى لنيل جنةالماوي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست