نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 89
أمر جعفر أصحابه حتى منعوه من الخروج عن الماء، و كلما أراد أن
يخرج ألقوه فى ذلك الماء البارد فتضرع الرجل إليهم كثيرا فلم يقبلوا قوله فغلب على
ظن ذلك الرجل أنهم يريدون قتله و إهلاكه فتضرع إلى اللّه تعالى فى أن يخلصه منهم،
فلما سمعوا منه ذلك الدعاء أخرجوه من الماء و ألبسوه الثياب و تركوه حتى عادت
القوة إليه، ثم قال لجعفر الصادق الآن علمنى اسم اللّه الأعظم. فقال جعفر يا هذا
إنك قد تعلمت الاسم الأعظم و دعوت اللّه به و أجابك، فقال و كيف ذلك؟! فقال جعفر
إن كل اسم من أسمائه تعالى يكون فى غاية العظمة إلا أن الإنسان إذا ذكر اسم اللّه
عند تعلق قلبه بغير اللّه لم ينتفع به؛ و إذا ذكره عند انقطاع طمعه من غير اللّه
كان ذلك الاسم الأعظم، و أنت لما غلب على ظنك أنا نقتلك لم يبق فى قلبك تعويل إلا
على فضل اللّه، ففى تلك الحالة أى اسم ذكرته فإن ذلك الاسم هو الاسم الأعظم.
و منها: أن رجلا جاء إلى أبى يزيد و قال أخبرنى عن اسم اللّه الأعظم.
فقال أبو يزيد اسم اللّه الأعظم ليس له حد محدود و لكن فرّغ قلبك لوجه اللّه فإذا
كنت كذلك فاذكر أى اسم شئت.
و منها: ما روى عن الجنيد أنه جاءته امرأة و قالت ادع اللّه لى فإن
ابنى ضاع فقال اذهبى و اصطبرى فمضت، ثم عادت و قالت مثل ذلك مرات و الجنيد يقول
اصبرى، فقالت مرة: عيل صبرى و ما بقيت لى طاقة فادع لى. فقال لها الجنيد إن كان
كما قلت فاذهبى فقد رجع ابنك؛ فمضت ثم عادت تشكر اللّه فقيل للجنيد بم عرفت ذلك
قال: قال اللّه تعالى «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا
دَعاهُ» «1» و اعلم أنه ظهر من هذا الكلام أن العبد
كلما كان انقطاع قلبه عن الخلق أتم كان الاسم الّذي به يذكر اللّه عز و جل أعظم، و
لا شك أن العبد فى آخر نفسه ينقطع أمله عن الخلق بالكلية فلم يبق فى قلبه رجاء و
لا خوف إلا من اللّه سبحانه و تعالى، فلا
______________________________
(1) جزء من الآية 62 من سورة النمل.
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 89