responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 295

الإنسان الّذي يقوى على أن يصرع الناس يسمى قويا شديدا، و الإنسان الّذي لا ينصرع من أحد يسمى أيضا قويا، و بهذا التفسير يسمى الحجر و الحديد:

قويا شديدا.

إذا عرفت هذا فنقول: إن حملنا القوة فى حق اللّه تعالى على كونه كافلا فى التأثير فى الممكنات كان معنى القوة هو القدرة، لأنه تعالى إنما يوجد الممكنات بقدرته، و إن حملنا القوة فى حق اللّه تعالى على كونه غير قابل للأثر من غيره كان معنى قوته و متانته هو كونه واجب الوجود لذاته، و ذلك لأنه كلما كان واجب الوجود لذاته كان واجب الوجود من جميع جهاته، و كل ما كان كذلك لم يقبل الأثر من غيره البتة، لا بتحصيل شي‌ء فيه كان معدوما، و لا بإعدام شي‌ء كان موجودا.

فإن قيل: مقدمه قوله‌ «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ» يشعر بأن المراد من قوله ذو القوة المتين هو القدرة.

قلنا: كما أن هذه المقدمة تناسب كمال القدرة من حيث إن بالقدرة يمكنه إيصال الرزق إلى المحتاجين، فكذلك يناسب كونه واجب الوجود لذاته، منزها عن قبول التغيرات، فإنه ما لم يكن واجب الوجود و البقاء فى ذاته و صفات كماله، لا يمكنه إيصال الرزق إلى المحتاجين، فعلمنا أن لفظ القوة محتمل لكل واحد من هذين الوجهين.

أما المتين فهو الشديد، و اشتقاقه من المتانة و هى الصلابة لغة مأخوذ من المتن الّذي هو الظهر، لأن استمساك أكثر الحيوان يكون بالظهر، فلهذا السبب سميت القوة باسم الظهر، و باسم المتين. قال تعالى: «وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» «1» و يقال كلام متين إذا كان قويا.

______________________________
(1) جزء من الآية 88 من سورة الإسراء.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست