responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 250

عليه؛ فأوحى إليه: قف يا إبراهيم، فلو أهلكنا كل عبد عصى لما بقى إلا القليل؛ و لكن إذا عصى أمهلناه، فإن تاب قبلناه، و إن أصر أخرنا العقاب عنه، لعلمنا بأنه لا يخرج عن ملكنا.

و يروى أن شابا كان كثير الذنوب، و لكنه ما كان من المصرين؛ بل كان يتوب ثم يرجع إلى الذنب، فلما كثر ذلك منه قال الشيطان: إلى متى تتوب و تعود، و أراد أن يقنطه من رحمة اللّه؛ فلما جاء الليل قام و توضأ و صلى ركعتين، ثم رفع بصره إلى السماء و قال: يا من عصمت المعصومين، و يا من حفظت المحفوظين، و يا من أصلحت الصالحين، إن عصمتى تجدنى معصوما؛ و إن أهملتنى تجدنى مخذولا، ناصيتى بيدك، و ديونى بين يديك، يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك. فقال اللّه سبحانه و تعالى للملائكة يا ملائكتى أ ما سمعتم قوله، اشهدوا أنى قد غفرت له ما مضى من ذنوبه؛ و عصمته فيما بقى من عمره.

و ذكر مالك بن دينار قال: كان لى جار، و كان يتعاطى من الفواحش، و جيرانه يتأذون لسببه، فشكوا منه إلى، فأحضرناه و قلنا: إما أن تتوب، و إما أن تخرج من المحلة، فقال: لا أفعل واحدا منهما فقلنا: نشكوك إلى السلطان، فقال: السلطان يعرفنى؛ فقلنا. ندعو اللّه عليك، فقال: اللّه أرحم بى منكم، فغاظنى ذلك، فلما أمسيت قمت و صليت و دعوت عليه فهتف هاتف، و قال:

لا تدع عليه، فإن الفتى من أولياء اللّه قال: فندمت على ما فعلت، و خرجت من الدار، و ذهبت إلى باب داره؛ و دققت عليه الباب، فلما خرج و رآنى ظن أنى جئت لإخراجه من المحلة، فأخذ يعتذر، فقلت ما جئت لذلك لكنى رأيت كذا و كذا؛ قال. فوقع عليه البكاء؛ و تاب إلى اللّه و خرج من الدار، و تاب اللّه عليه بعد ذلك، فاتفق أنى خرجت إلى الحج فرأيت فى المسجد حلقة، فتقدمت إليهم فرأيت ذلك الشاب عليلا مطروحا، فما لبث حتى قالوا: قضى الشاب، يرحمه اللّه.

أما حظ العبد من هذا الاسم: فاعلم أن الحلم فى الإنسان من محاسن الأخلاق، و الدليل عليه: أن الخليل عليه السلام دعا ربه فقال: «رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي‌

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست