نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 211
المسألة الخامسة: حظ العبد من هذه الأسماء الثلاثة قليل، أما
الخالق فقد رجع حاصله إلى العلم، و أما البارئ فقد رجع حاصله إلى القدرة، فحظ
العبد من الأول تكميل القوّة النظرية بمعرفة الحقائق، و من الثانى تكميل القوة
العملية بمحاسن الأخلاق، و إليهما الإشارة بقول الخليل: «رَبِّ هَبْ لِي
حُكْماً» «1». إشارة إلى تكميل القوّة النظرية «وَ أَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ» إشارة إلى تكميل القوة العملية، فإذا صار هكذا فقد صار تاما فى ذاته
تماما يليق بالبشرية، فيجب بعده أن يشتغل بتكميل غيره، و إليه الإشارة بقوله
تعالى:
«قُلْ هذِهِ سَبِيلِي» «2» و هذا هو حظ العبد من اسمه المصور، لأنه بإرشاده
يصور الحق فى عقول الخلق.
القول فى تفسير اسمه (الغفار) و فيه مسائل
الأولى: الألفاظ المشتقة من المغفرة: اعلم أن الألفاظ المشتقة من
المغفرة ورد أكثرها فى حق اللّه سبحانه فأحدها الغافر، قال تعالى: «غافِرِ الذَّنْبِ» «3».
و ثانيها الغفور قال: «وَ رَبُّكَ الْغَفُورُ
ذُو الرَّحْمَةِ» «4» «وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ» «5».