responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 200

مكثارا منها، أما من قويت نفسه، و أشرقت روحه، و عظمت همته، و صار بالنسبة إلى ما سوى الحق جبارا، لا جرم لم يلتفت فى دنياه و عقباه إلى ما سوى اللّه تعالى، كما قال تعالى فى صفة محمد صلى اللّه عليه و سلم‌ «ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‌» «1».

القول فى تفسير اسمه (المتكبر)

أحسن الناس كلاما فى تفسير هذا الاسم الغزالى قدس اللّه روحه، فإنه قال المتكبر هو الّذي يرى الكل حقيرا بالإضافة إلى ذاته، فلا يرى العظمة و الكبرياء إلا لنفسه، و ينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد. فإن كانت هذه الرؤية صادقة كان التكبر حقا، و كان صاحبها محببا فى ذلك التكبر؛ و لا يتصور ذلك على الإطلاق إلا فى حق اللّه سبحانه و تعالى، و لئن كانت تلك الرؤية باطلة، و لم يكن ما يراه من التفرد بالعظمة كما يراه، كان التكبر باطلا مذموما، و لقد قال عليه الصلاة و السلام حاكيا عن رب العزة جل جلاله: «الكبرياء ردائى و العظمة إزارى من نازعنى واحدا منهما قذفته فى النار»، و لما كان الأمر كذلك ظهر أن التكبر فى حقه سبحانه و تعالى صفة مدح و كمال، و فى حق غيره صفة نقص و اختلال.

و لنذكر بعد هذا ما قاله سائر الناس، قال مجاهد: التكبر مشتق من الكبرياء و الكبرياء فى اللغة الملك، و منه قوله تعالى‌ «وَ تَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ» «2». يعنى الملك، فعلى هذا المتكبر الملك الّذي لا يزول سلطانه، و العظيم الّذي لا يجرى فى ملكه إلا ما يريد، و هو اللّه الواحد القهار.

______________________________
(1) الآية 17 من سورة النجم.

(2) جزء من الآية 78 من سورة يونس.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست