نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 186
إذا عرفت ذلك فمعنى هذا الاسم كونه تعالى منزها عن النقائص و
العيوب.
قال الشيخ الغزالى: القدوس هو المنزه عن كل وصف من أوصاف الكمال
الّذي يظنه أكثر الخلق كمالا، لأن الخلق نظروا إلى أنفسهم، و عرفوا صفاتهم، و
مسموها إلى ما هو صفات كمال، و صفات نقصان، فمن جملة صفات كمالهم علمهم و قدرتهم،
و سمعهم، و بصرهم، و إرادتهم، و كلامهم، و أما صفات نقصانهم فهى أضداد هذه الصفات،
ثم كان غايتهم فى الثناء على اللّه أن وصفوه بما هو أوصاف كمالهم من: علم، و قدرة،
و سمع، و بصر، و كلام، و اللّه تعالى منزه عن أوصاف كمالهم، بل كل صفة تتصور للخلق
فهو مقدس عنها.
المسألة الثانية: رأى المشايخ فى اسمه تعالى (القدوس): قال بعض
الشيوخ: القدوس من تقدست عن الحاجات ذاته و تنزهت عن الآفات صفاته، و قيل: القدوس
من قدس نفوس الأبرار عن المعاصى، و أخذ الأشرار بالنواصى، و قيل: القدوس من تقدس
عن مكان يحويه، و عن زمان يبليه، و قيل. القدوس الّذي قدس قلوب أوليائه عن السكون
إلى المألوفات، و أنس أرواحهم بفنون المكاشفات.
المسألة الثالثة: اعلم أن ما سوى اللّه قسمان: ذوات، و صفات، أما
الذوات فقسمان. مجردات، و جسمانيات، فالمجردات أشرف، و الصفات أيضا قسمان: عقلية،
و حسية، و العقلية أشرف لأنها باقية، و الحسية دائرة، فقدس العبد أن يطهر روحه عن
الالتفات إلى اللذات الجسمانية، و الاشتغال بالتصورات الخيالية الجزئية، بل يجب أن
يسعى فى تحصيل العلوم الباقية، و الأخلاق الحميدة و مجامعها فى شيئين. أن يعرف
الحق لذاته، و الخير لأجل العمل به.
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 186