responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 169

فأما رحمته مع نفسه فإما أن يكون فى الأمور الروحانية أو الجسمانية، أما الروحانية فاعلم أن للنفس قوتين نظرية، و عملية، أما النظرية فإيصال الرحمة.

إليها تخليتها عن الجهل، و تحليتها بالعلم، و أما العملية فصونها فى الأخلاق عن طرفى الإفراط و التفريط، و إلزامها المواظبة على التوسط بين الطرفين.

و أما فى الأمور الجسمانية فقسمان للأمور المطلوبة بالذات، و المطلوبة بالعرض، فالأولى اللذات الجسمانية. و هى محصورة فى المطعوم و المنكوح.

و قد قال تعالى. «وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا» «1» فالرحمة على البدن هو الامتناع عن الإسراف. و أما المطلوبة بالعرض فهى المال و الرحمة فيه. قوله تعالى: «وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً» «2» فهذه معاقد رحمة كل أحد على نفسه.

أما رحمته على غيره فقد كتب أرسطاطاليس كتابا إلى الإسكندرية و قال فيه. إن الملوك أقسام.

أحدها: ملوك الهند. و هم يسدون أبواب اللذات الجسمانية على أنفسهم.

و على رعيتهم. و ذلك لأنهم قالوا. من كانت معيشته فى الدنيا مع التعب و المحنة.

فإذا خرج منها فرح و سعد، و من كانت معيشته مع اللذة فإذا خرج عنها اشتاق إليها، فوقع فى العذاب، فلا جرم يجب على العاقل أن يسعى فى إتعاب النفس فى الدنيا، لينال السعادة بعد الموت.

و ثانيها: ملوك العجم، و هم يفتحون أبواب اللذات الجسمانية على أنفسهم، و على رعيتهم؛ لأن معتقدهم أن اللذات الحقيقية هى اللذات الجسمانية، و أن الروحانية خيالات ضعيفة.

______________________________
(1) جزء من الآية 31 من سورة الأعراف.

(2) الآية 67 من سورة الفرقان.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست