والذي
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ هو رسول الله- كما هو واضح-، ودلّت عليه الآية
الأولى، كما دلّ عليه وصفه بكونه عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ في
قوله تعالى: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ\* عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ[4].
والعدل
الذي أُمر (ص) به مطلق يشمل كلّ شؤون الحياة البشرية.
وهناك
نقطة لابدّ من الإشارة إليها، وهي:
أنّ
الآية الأولى تدلّ على: أنّ الرسول امر بتنفيذ العدل وتطبيقه على حياة الناس، وليس
فقط بالأمر بالعدل. والآية الثانية التي دلّت على كونه آمراً بالعدل، دلّت على
كونه قائداً عملياً في سبيل العدل أيضاً
[1] من قوله تعالى: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا
مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً ...، وكقوله تعالى: وَ
رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، وكقوله
تعالى: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ
بَيْنَهُمْ، وكقوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ
بِإِذْنِ اللَّهِ، وكقوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ
الَّذِينَ آمَنُوا، وغير ذلك من الآيات التي أشرنا أو سنشير إلى بعضها.