فإنّ
الغاية من ضرب الأمثال في كتاب الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى هو: التعبير عن المعاني
والمداليل العامّة التي تتضمّنها تلك الأمثال وتدلّ عليها، ومن المعاني التي يدلّ
عليها هذان المثلان في الآيتين الكريمتين: هو أنّ العاجز عن أداء المهمّة المعيّنة
لا يُقاس بالقادر عليها، المتمكّن من حسن أدائها، وأنّهما لا يستويان في الحكم أبداً،
والمقصود- كما هو الظاهر عرفاً من نفي الاستواء-: نفي الاستواء في الاستحقاق.
وينطبق المثلان- بهذا المعنى العامّ والمفهوم الكلّي- على الكفوء وغير الكفوء،
فإنّ الأوّل قادر على أداء مهمّة القيادة، وتحمّل أعبائها، وتحقيق الأهداف
المطلوبة منها- كما هو المفروض-، والثاني غير قادر على ذلك، فهما لا يستويان في
الحكم والاستحقاق أبداً، ونتيجة عدم الاستواء في الحكم والاستحقاق فيما نحن فيه-
بعد وضوح أنّ الكفوء الواجد لسائر شرائط القيادة يتمتّع بحقّ القيادة، ويستحقّ
الإمامة بلا ريب-: أنّ عدم الكفوء غير مستحقّ للقيادة والإمامة، ولا ينبغي تسليم
أزمّة الأُمور بيده، ولا تمكينه