ورود
الآية في أمر الولاية واضح، فهي تنفي ولاية غير الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، وتؤكّد
على انحصار حقّ الولاية به جَلَّ وَعَلا دون غيره، ثمّ تستدلّ لذلك بنفي الاستواء
بين الأعمى والبصير، وبين الظلمات والنور. وواضح من هذا التمثيل أنّ العمى والبصر
كناية عن الجهل والعلم، والظلمات والنور كناية عن الظلم والعدل، أو أنّ الجهل
والعلم من مصاديق العمى والبصر، وكذا الظلمات والنور من مصاديقهما: الظلم والعدل-
على أقلّ التقادير-، وعموم نفي الاستواء يدلّ على نفي الاستواء بين الفقيه العادل
وغيره، كمصداق لنفي الاستواء بين البصير وغيره، والنّور وغيره، فإنّ مَثَل الفقيه
العادل وغيره مثل البصير والأعمى، والنور والظلمات، فإنّ الفقيه العادل عالم
بالطريق الذي يهدي إلى الحقّ، فهو كالبصير الذي يرى الطريق، وغيره كالأعمى الذي
يحتاج إلى دلالة غيره، وهو في عدله كالنّور