وحينئذٍ،
يكون معنى «الشهادة على الكتاب» أنّ الشاهد هو المعيار العملي المفسّر للكتاب في
عالم التطبيق، ولا يكون كذلك إلّا بأن يكون عاملًا بالكتاب، متّصفاً بما يدعو إليه
الكتاب، وآمراً به، منتهياً عمّا ينهى الكتاب، ومزدجراً عنه. فإنّ العامل بالكتاب،
المتّصف بما يدعو إليه، والذي تتجسّد فيه قيم الكتاب ومفاهيمه؛ هو الدليل العملي
على الكتاب، والحجّة القائمة عليه، وهذا هو معنى «الشهادة على الكتاب»، وهو
المقصود «العادل» الذي يصلح أن يكون حاكماً بالكتاب، مقيماً لأحكامه.