نام کتاب : ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن جلد : 1 صفحه : 26
وفي صحاح اللغة: «اهِل الهلال، واستُهل على ما لم يسمّ فاعله،
ويقال أيضاً: استهل هو بمعنى تبيّن، ولا يقال: اهَل»[1].
والمقصود «الاستهلال»
هنا- سواء بني للفاعل أو المفعول-: هو ظهور الهلال نفسه كما هو واضح، وليس
المقصود: الاستهلال بمعنى طلب رؤيته- كما توهّم بعض-؛ ليكون أعمّ من ظهور الهلال
للناس، ورؤيتهم له، أو عدمه.
هذه النصوص وغيرها تشهد
بوضوح لما قلناه؛ من أنّ الظهور والتبيّن مأخوذ- عرفاً ولغةً- في مفهوم «الهلال»،
فلا يقال لمجرّد «خروج القمر من المحاق»- بل وإن أمكنت رؤيته بالآلات- إنّه
«هلال».
فقد أكّدت هذه النصوص
على أنّ ظهور الحافّة النيّرة من كرة القمر لأهل الأرض هو الذي يسمّى «الهلال»،
وهذا ليس مختصّاً باللغة العربيّة والعرف العربيّ، بل هو كذلك لما يوازي كلمة
الهلال في سائر اللغات؛ كما هو الحال في كلمة «Crescent « في اللغة الإنجليزيّة؛ فقد ورد في بيان معناها
أنّه عبارة عن: «صورة تشبه المنجل ذي الانحناء من القمر في مبتدئ ضخامته أو
منتهاها»[2].