يلاحظ أحياناً التعبير
عن الخلاف الفقهيّ في قضيّة ثبوت الهلال بين الأماكن المتباعدة «الخلاف بين القول
باتحاد الآفاق واختلافها»؛ لكنّ هذا التعبير متسامح فيه؛ إذ لا خلاف بين الفقهاء-
بل هو من المسلمات الواضحة- أنّ لكل بلد افقه الذي يختلف فيه عن البلد الآخر
المختلف معه في خطوط العرض والطول اختلافاً كثيراً، وأنّ إمكان رؤية الهلال في
البلد الأوّل لا يلازم إمكان رؤيته في البلد الثاني؛ إنّما الاختلاف- كما أشرنا
سابقاً- في أنّ الشهر الذي هو موضوع الأحكام الشرعيّة الكثيرة- ومنها: وجوب الصوم،
ووجوب الإفطار- هل هو أمر نسبي يختلف باختلاف البلدان في مواقعها الجغرافيّة
المتباعدة؟ أو أنّه أمر مطلق لا يختلف باختلافها؟
فعلى القول بكفاية رؤية
الهلال في بلد ما لسائر البلدان مطلقاً، يكون موضوع الأحكام الشرعيّة هو الشهر
المطلق، وعلى القول بعدم كفايته، وأنّ لكل بلد بخصوصيّاته الجغرافيّة مطلعاً
للهلال يختلف عن البلد الآخر البعيد، وأنّ الشهر في كل بلد يدور مدار مطلع الهلال
فيه خاصّة، يكون موضوع الأحكام الشرعيّة لكل بلد شهره الخاصّ به؛ فلا تكفي
نام کتاب : ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن جلد : 1 صفحه : 21