بعد
أن تبيّن إمكان التعويل على الكبرى المدّعاة في كلام الشيخ- قدس سره- بشأن مشايخ
هؤلاء الثلاثة و اعتبارهم أساسا لاقتناص شهادة من قبل هؤلاء بوثاقة من يروون عنهم
فلا بدّ من تحقيق حدود الاستفادة من الكبرى المذكورة و مدى إمكان التعويل عليها.
و
نحن نذكر بهذا الصدد ما استفدناه من البحوث الفقهيّة للبحر الزاخر و العلم الفاخر،
استاذنا المعظّم الوحيد في العلوم الدينية، نقاد الحقائق الإسلامية الفريد في كشف
معضلات المطالب العقلية و النقلية، سماحة سيّدنا الحاج السيّد محمد باقر الصدر دام
ظلّه[1]، حيث تعرّض
في بعض أبحاثه الفقهية الى ذلك بمناسبة ورود مرسلة لابن أبي عمير في مسألة، فذكر
بعد افتراضه الفراغ عن الكبرى المدّعاة في كلام الشيخ في العدّة: أنّ البحث حول
مدى إمكان الاعتماد على هذه الكبرى و التمسّك بها يقع في مقامين:
المقام
الأول: في توثيق من صرّح هؤلاء الثلاثة بالنقل عنه في مسانيدهم.
و
المقام الثاني: في توثيق الواسطة في مراسيلهم بنحو ينتج اعتبار تلك المراسيل و
حجّيتها.
أمّا
المقام الأول فحاصل الكلام فيه: أنّ الوسيط المصرّح باسمه إن لم يكن مذكورا بتوثيق
أو بعدمه بقطع النظر عن رواية واحد من هؤلاء الجماعة عنه ثبتت وثاقته بنفس رواية
أحدهم عنه باعتبارها شهادة بذلك.
و
إن كان مشهودا بوثاقته كذلك لم يترتّب أثر زائد على رواية أحدهم عنه، إلّا اللهمّ
تعدّد الشاهد المحقّق لعنوان البيّنة الأمر الذي قد يترتّب عليه أثر في حالات
التعارض اذا قيل: بأنّ البيّنة على الوثاقة اذا عورضت بشهادة الثقة الواحد بعدم
الوثاقة قدّمت البيّنة
[1] . ألا و هو السعيد الشهيد، قد فاز بفوز الشهادة على
ايدي الطواغيت الكفرة الفجرة في 23 من جمادى الاولى لسنة 1400 و مضجعه في جوار
جدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.