إن
شيخنا الاستاذ فقيه متضلع واصولي بارع ورجالي خبير. أمّا تضلّعه في الفقه فيتجلّى
للمتأمل في سلامة ذوقه وحسن سليقته، فاستظهاراته للروايات وجمعه بين المتعارضات
منها بأجود الوجوه العرفية مما يجري على لسانه من دون مؤونة ولا تكلّف، كما يبرز
ذلك أيضاً في سيطرته على صناعة الاستنباط والتطبيق، فهو مستحضر لمتون الكبريات
الفقهية والاصولية بشكل متميز دقيق في تطبيقها على صغرياتها سريع الالتفات لخصائص
الفروع المختلفة عند المقايسة بينها، فتراه في مجلس الاستفتاء يومياً يتناول
المسائل الفقهية من باب الطهارة وحتى باب الديات بنفس علمي واحد وقوة فريدة، حاضر
النكتة قوي الحجة.
وأما
براعته في الاصول، فتتبين في طريقة تناوله لمادة الاصول، فهو لا يعتني باستعراض
جميع الآراء في المبحث مع مناقشة كل واحد منها بما يوجب اضطراب المطلب في ذهن
الطالب وعدم سيطرته على محور البحث وإنما يبذل جهده في توضيح محور النزاع مع بيان
مختاره فيه بنحو تندفع به كثير من الشبهات المطروحة في الكلمات، وإذا تصدى لمناقشة
الآراء كانت مناقشته لها منصبة على بيان بعدها عن نكتة البحث، فمنهجه في الاصول
كمنهجه في الفقه أفضل منهج، يربي الطالب على التركيز على النكات المهمة المؤثرة في
قبول المطالب ورفضها من دون