يقول نجل
الميرزا (قدس سره): دار البحث ذات يوم بين مجموعة من مقلدي ومريدي الشيخ الوالد
حول طريقة صرف الوجوه الشرعية وتعرضوا الى احتياط الشيخ الميرزا في ذلك فقصصت
عليهم قصة عباءة الشيخ القديمة وقلت لهم: إن الشيخ عادة يحاول أن لايستفيد من
الوجوه الشرعية في تأمين احتياجاته اليومية، فاذا ما احتاج الى أمر ولم يكن لديه
غير الحق الشرعي فانه كان يلجأ الى الصبر ريثما يتوفر لديه ما يمكن أن يسد به
احتياجه، الأمر الذي أثار استغراب ودهشة الحاضرين وقام بعضهم بتكفل تأمين ما يحتاج
اليه عيال الشيخ الميرزا (قدس سره). إن من يتأمل حياة الشيخ الميرزا فإنه يدرك
شدّة البساطة في العيش واستخدام اللوازم العادية والمتعارفة في منزله دون تكلف او
بذخ فيها، واذا ما أراد أحد أن يقدم له شيء من الهدايا فانه لم يكن ليقبل ذلك إلا
بعد جهد ومشقة.
لقد
مارس حياة طبيعية وبسيطة في جميع مراحل حياته وعاش زاهداً ولم ير يوماً انه استفاد
من شيء غير متعارف في حياته اليومية.
كان
الميرزا شديد الدقة في التعامل مع الحقوق الشرعية فما أن يصله شيء من الحق الشرعي
حتى يبادر الى تقسيمه الى السهمين المباركين سهم الامام وسهم السادة ويضع كل سهم
في صندوقه الخاص حتى يتسنّى له عند توزيع شهريات الطلاب دفع سهم الامام الى
المشايخ من الطلبة وسهم السادات الى السادات منهم. وقد كان شديد الاحتياط في
الحقوق الشرعية فكان يشرف على جميع ما يدخله من الحقوق