الليل
والنهار، واليوم تزخر الحوزة العلمية في قم بثلة من الفضلاء والعلماء من نتاج
وبركات تلك الزحمات لذلك المرجع الحكيم، كما تفتخر الحوزة كذلك بما خلفه من مؤلفات
وذخائر قوية بخط يده المباركة يستفيد منها أهل العلم والفضل. يجب على طلبة العلم
الشباب أن يستعبروا من حياة هذا الفقيه الراحل ويجعلوه قدوة لنيل الدرجات وكسب المقامات
العليا، فقد كانت جميع أدوار حياته (قدس سره) الأربعة دروساً وعبر، وكانت مثمرة
ذات بركة (من دراسته في تبريز وحينما درس في قم وايام سكناه في النجف الأشرف
والسنوات التي قضاها في قم)، واستطاع الميرزا (قدس سره) أن يترك آثاراً له في كل
بقعة حل فيها. واليوم تتنعم الحوزات العلمية في أصقاع المعمورة ببركات جهود ذلك
المرجع الراحل الحثيثة ووجود ثلة من تلامذته العلماء و الفضلاء.
وكان
عفيف النفس شريفها، فلم يكن يظهر ما به من عوز واحتياج إلى أحد وإن كان أقرب الناس
إليه، حتى والديه، معتمداً في ذلك على الله سبحانه و تعالى، وربما طوى ليله بنهاره
لم يذق فيهما طعاماً، وهو في ريعان شبابه، وقد حدثني مرة بهذا، حيث كان في بعض
الأوقات يحدث بعض تلامذته وخواصه بمثل هذه الامور حينما يراهم منزعجين من امور
الدنيا.
قال
(قدس سره): إنه مر علي يومان أنا والشيخ الجعفري لم نذق فيهما طعاماً حتى ضعفنا من
الجوع، ولما جاء يوم الجمعة وبعد الظهر جاء أحد