البيت رأيت
المرحوم الميرزا (قدس سره) قرب سوق (ذر خان) وهو يأتي من بعيد، فوقف قبل أن أصل
إليه وقد وضع عباءته على رأسه وكأنه كان ينتظرني في فمدّ يده إلى جيبه وقال لي:
اصبر قليلًا، فأخرج مبلغاً من المال وأعطانيه، فامتلأت عيناي بالدموع وقلت في
نفسي: إلهي أنت الذي جعلت رزقي بين الطلوعين بيد مرجع كبير. فعندما أخذت المبلغ
وجدته كافياً لسفري وعندها توضحت لي مكانة المرحوم الميرزا (قدس سره) أكثر مما
مضى، فهو من الكبار المقربين حقيقة، فقد دافع بكل وجوده وبكامل الإخلاص عن حق أهل
البيت (عليهم السلام)، وقد سمعته يقول: بأن المرحوم الميرزا (قدس سره)- مرات
عديدة- حلال لمشاكل كثير من طلبة العلوم الدينية وخاصة في منتصف الليل، فهو حينما
يرى أحدهم يصلي كثيراً في مرقد السيد فاطمة (عليها السلام) يعلم أنه يصلي صلاة
الاستيجار فلذلك يساعده، فكان المرحوم الميرزا انموذجاً غير قابل للوصف، وعالماً
كاملًا مخلصاً.