القرآن
الكريم هو مصدر هداية البشرية، وقد نزل لإرشاد الإنسانية بمختلف تياراتها الفكرية
والعقائدية وغيرها، وله مع كل فئة أسلوب خاص، فعندما يخاطب العقلاء يستعمل أسلوب
الدليل والبرهان، قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ
الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ
ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ
وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ
لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[2]
بينما يستخدم أسلوب النصح والإرشاد مع الجاهلين: (وَ لا
تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[3]
وحينما يفرغ من إقامة الدليل والحجة، ثم يردّها الكافرون عناداً وتمرداً، فإن
القرآن الكريم يلجأ إلى تذكريهم بسخط الله ويعدهم بالخذلان المبين: