عن
أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام عن آبائه عن النبي صلى الله عليه و
آله أنّه قال: «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم فاطلبوا العلم في مظانّه واقتبسوه من
أهله فإنّ تعلّمه للَّهتعالى حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة به تسبيح والعمل به
جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة إلى اللَّه لأنّه معالم الحلال
والحرام ومنار سبيل الجنّة والمؤنس في الوحشة والصاحب في الغربة والوحدة والمحدّث
في الخلوة والدليل على السرّاء والضرّاء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلّاء،
يرفع اللَّه به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ويقتدى بفعالهم
وينتهى إلى آرائهم ترغب الملائكة في خلّتهم وبأجنحتها تمسحهم وفي صلواتها تبارك
عليهم، يستغفر لهم كلّ رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامه وسباع البرّ وأنعامه.
إنّ العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظلمة وقوّة الأبدان من الضعف
يبلغ بالعبد منازل الأخيار ومجالس الأبرار والدرجات العلا في الآخرة والاولى.
الذكر فيه يعدل الصيام ومدارسته بالقيام، به يطاع الربّ ويعبد وبه توصل الأرحام
ويعرف الحلال والحرام والعلم إمام والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء
فطوبى لمن لم يحرمه اللَّه من حظّه».
(الأمالي
للشيخ الطوسي رحمه الله، ص 448)
نام کتاب : آداب المتعلمين و المسترشدين نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد جلد : 1 صفحه : 5