ولو
لاحظنا الأحاديث السالفة المأثورة عن أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) لوجدنا
فيها إصرارا على إقامة هذه المراسم؛ لأنها إثبات لأحقيّة المذهب الشيعي إذ إن
مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) دليل قاطع على صحة مذهب التشيّع.
ومادام
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام العزاء لولده الحسين (عليه السلام)
وكذلك الأئمة من بعده (عليهم السلام) فلا يبقى مجال للتشكيك في صحة هذه الشعائر
الإلهية. وبقاء الدين يتوقف على بيان ما جرى في واقعة الطف وكشف الانحراف الأموي
عن جادة الإسلام الأمر الذي جعل سيد الشهداء (عليه السلام) ينهض بوجههم لإحياء
الدين المحمدي الأصيل؛ ولذا تقوم الشيعة اليوم بحمل لواء النهضة الحسينية وضمان استمرارها
كسُنة حقيقية مارسها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).