ويُستفاد من بعض المصادر
السنيَّة أيضاً أن جذور العزاء وبداياته تمتد إلى صدر الإسلام وأن رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) هو أول من بكى على ولده الحسين (عليه السلام) وهو في حال
الحياة:
ينقل
ابن سعد فيقول: ولما جاءعلي بن أبي طالب (عليه السلام) نينواء وهو منطلق إلى صفين،
نادى: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وماذا تريد؟ قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، فقلت: ما أبكاك يا
رسول الله؟ قال: بلى قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات،
قال: فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم
أملك عيني أن فاضتا.[1]
وغيرها
روايات كثيرة وردت من أهل السنة. وأما ما ورد في تاريخ العزاء من طرق الشيعة
الإثني عشرية فهو يمتد إلى ما قبل الإسلام:
[1] الطبقات، ج 7، ص 274؛ الأخبار الطوال، ص 107؛
شرح إحقاق الحق، ج 8، ص 147.