كان
من بين الأسئلة التي طالما سُئل عنها الفقيه المقدس الميرزا جواد التبريزي (أعلى
الله مقامه الشريف) هو هذا السؤال والذي أصبح فيما بعد شبهة من الشُبهات التي
يطرحها البعض، والسؤال حول بعض الحوادث والوقائع التي ينقلها الخطباء على المنابر
عند ذكر المصيبة ليستدروا الدمع من أعين الناس. فكان الميرزا التبريزي (رحمه الله)
يجيب وعيناه غارقتان بالدموع: «إن المصائب التي لاقاها أهل البيت (صلوات الله
عليهم) أعظم بكثير مما نُقل في الكتب، وخصوصاً مصيبة سيد الشهداء (عليه السلام)،
إذا نقل الخطيب ما يوجب بكاء الناس وتقريبهم إلى واقعة الطف فلا مانع من ذلك
وينبغي له حينها أن يشير إلى المصدر ويقول: «ذُكر ذلك في الكتاب الكذائي» ويكفيه
ذلك. إن الخطباء أحياناً ينقلون لسان الحال وليس نفس ما جرى وهذا يؤثر في الناس
أيّما تأثير، فهم يصفون ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) حينما برز ولده
علي الأكبر إلى الميدان وكذلك يصفون ما جرى له (عليه السلام) عندما ذُبح ولده
الرضيع بين يديه ووداعه الأخير مع أخته الحوراء زينب (عليها السلام) فيصفون ذلك
بصور مؤلمة وكأنها وقعت بالفعل».