الميرزا (قدس سره) ومواظبته على حضور مجالس العزاء

كان حضور الفقيه المقدس الميرزا جواد التبريزي (قدس سره الشريف) في مجالس العزاء مدرسة للآخرين تعلمهم الإخلاص والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، فقد كان قبل مرضه‌[1] إذا جلس في مجلس العزاء لا يقبل أن توضع خلفه وسادة بل كان يحب أن يجلس في مجلس العزاء كبقية الناس وكان يقول: «لا يصح أن يكون الحضور إلى مجلس أهل البيت (عليهم السلام) كالحضور إلى مجالس الاستراحة؛ لأن مجلس أهل البيت (عليهم السلام) مجلس منعقد لاحترام العترة الطاهرة وذكر فضائلهم (عليهم السلام) هذا بالإضافة إلى كون هذه المجالس من شعائر الله تعالى ويجب الحضور إليها بقدر الإمكان، ولهذا فإن من يحضر إلى هذه المجالس لابدّ أن لا يرى لنفسه أيّة أهمية حتى لو كان مرجعا من مراجع التقليد! فلذا لا تعاملوني بطريقة أشعر معها بأنني شخص مهم. إن الذي دعاني إلى حضور هذا المجلس هو التكليف وحب آل البيت (عليهم السلام) وأسأل الله تعالى أن يكون هذا الحضور ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون» لقد كان الميرزا التبريزي (قدس سره الشريف) مصداقا جليا للمعزي لأهل البيت (عليهم السلام) وكلما أقام مجلسا لأهل البيت (صلوات‌

[1] إذ قال له الأطباء بأن الزكام مضر به جداً، فكانت توضع له وسادة حتى لا تترشح له رطوبة من حجر الأرضية.