" البدائل الشرعية للمعاملات الربوية
التقليدية للبنوك و المؤسسات النقدية"
البدائل
الشرعية للمعاملات الربوية نظرة سريعة و معمقة في أحكام البنوك و المصارف على ضوء
التخريجات الفقهية الإسلامية: لا ريب في أن البنوك و المصارف النقدية من أهم و
أكبر المؤسسات المالية في العالم ككل، و لها دور أساسي في تدعيم الحركات التجارية
و تصويرها شكلا و عمقا في الأسواق المالية كافة، و في تنمية الحياة الاقتصادية بكل
أشكالها من التجارية و الصناعية و الزراعية و المهنية و الحرفية و غيرها، و تقديم
خدمات و تسهيلات لعملائها بكافة الوانها و أشكالها و تطور تلك الخدمات و التسهيلات
يوما بعد يوم كل ذلك لتحقيق أهدافها الرئيسية المادية، و حيث أن مجموعة من خدماتها
الاقتصادية لا تتفق مع طبيعة الشريعة الإسلامية و احكامها، فلذلك نحاول بشكل جاد
إيجاد البدائل لها التي تتفق مع الشريعة من ناحية، و تخريج خدماتها فقهيا من وجهة
النظر الشرعية من ناحية اخرى، هذا من دون أن يقلل من شانها في نشاطاتها الاقتصادية
و تنميتها و حركاتها التجارية و تحقيق أهدافها المطلوبة.
و
يمكن تقسيم الوظائف و الخدمات الاساسية التي تمارسها البنوك و المصارف إلى نوعين:
النوع
الأول: تقديم البنوك القروض الربوية لعملائها بمختلف اشكالها و ألوانها، و هي من
أكبر خدماتها و أكثرها انتشارا في العالم اليوم. النوع الثاني: تقديمها خدمات
تسهيلية لعملائها و المستثمرين في مختلف الميادين الاقتصادية، و الاستثمارات
التجارية أو الصناعية أو الزراعية أو الإنشائية أو غيرها، و منها الخدمات المصرفية
المساعدة مثل الحوالات و الشيكات السياحية و المحاسبات الداخلية أو الخارجية، و
فتح الاعتمادات و إصدار بطاقات الائتمان و غيرها. و هذه الرسالة وضعت لتقديم
البدائل الشرعية للنوع الاول من الخدمات التي تمارسها البنوك و هي القروض الربوية
التي هي محرمة في الشريعة المقدسة بالكتاب و السنة و محذورة فيها المعيقة للقيم و
المثل الدينية. أما النوع الثاني من الخدمات التي تمارسها البنوك فهي بكافة
أنواعها جائزة شرعا و قد تقدمت