إن اللّه سبحانه هو العالم بمصالح العباد، و قد
عقدت البحوث و الندوات و المؤتمرات و ألفت الكتب و الدراسات الكثيرة و أصدرت
الفتاوى من كل مركز إسلامي في مصر و السعودية و الكويت و الأردن و غيرها من الدول
و كثير من علماء المذاهب الإسلامية حول مشروعية زراعة الأعضاء البشرية و ما يتعلق
بها، كل ذلك من الناحيتين الفقهية و القانونية، و لكن للأسف الشديد كل الدراسات و
البحوث و القوانين أغفلت التعرض لما يحكم به المذهب الجعفري و أغفلت آراء فقهاء و
علماء الشيعة الأمامية الاثني عشرية في هذا الموضوع، و لم يكن هناك باحث تعرض لها
لا من قريب و لا من بعيد. نعم، تعرض بعضهم لذكر آراء الفرقة الزيدية و ربما إعتبرهم
يمثلون الطائفة الشيعية، فلم تظهر للشيعة في هذه المسألة آراء و لا مداخلات و لا
نقاشات و لا استدلالات على مستوى الدراسات و قد كتب الفقهاء الشيعة آراءهم في بعض
مسائل هذا الموضوع لكنها تحتاج إلى زيادة تفصيل، و لكن لم تظهر أي كتب فقهية
استدلالية تبحث الموضوع بالأدلة و المناقشة و اثبات الحجة و البرهان.
إنني
أحد طلاب العلوم الدينية الحوزوية و أقوم بدراسات عليا في مرحلة الماجستير في
موضوع زراعة و هبة الأعضاء لأضع لبنة من لبنات نشر فكر المذهب الجعفري، و هو موضوع
مقارن بين المذاهب الإسلامية و على رأسها (المذهب الجعفري و القانون).
و
أطلب من سماحتكم الإجابة على الاستفتاءات مع ذكر مدرك الحكم مهما أمكن لإيرادها في
مناقشة الآراء الأخرى. و حبذا لو ذكرتم كتبكم التي تناولت الموضوع للرجوع إليها و
لطرحها في مصادر