و معلول لها، فإن لفظ هذه الكلمة دخيل في تكوينها
هيئة، و معنى هذه الكلمة، و هو الربط بين طرفي الجملة دخيل في تكوينها معنى، و لو
لا دلالتها على هذا الربط و النسبة بينهما لم تتكون الجملة معنى، و بعد ذلك لا
حاجة إلى دلالة هذه الهيئة، أي هيئة الجملة على هذا المعنى و هو الربط بين طرفيها
لأنها لغو، فمن أجل ذلك لا يعقل أن تكون الدلالة على النسبة و الربط مستندة إلى
هيئة الجملة دون الحرف ككلمة «في» في المثال.
و
ثالثا: أن معنى الحروف لا ينحصر بالأعراض النسبية، فإنها مستعملة في الموارد التي
لا تتصور فيها الأعراض النسبية كموارد هل البسيطة، و لا سيما بين ذاته تعالى و
صفاته العليا الذاتية، أو الاعتباريات و الإنتزاعيات، مع أن استعمالها في هذه
الموارد كأستعمالها في غيرها على وتيرة واحدة، و هذا يكشف جزما عن أنها لم توضع
للأعراض النسبية.
فالنتيجة
أن هذا القول لا يرجع إلى معنى معقول و محصل.
[نظرية
السيد الاستاذ]
القول
الرابع: ما اختاره السيد الاستاذ قدّس سرّه من أن الحروف الداخلة على المركبات
الناقصة و المعاني الإفرادية كمن والى و على و في و نحوها موضوعة لتضييق المفاهيم
الاسمية في عالم المفهوم و المعنى و تقييدها بقيود خارجة عن حقائقها.
و
قد أفاد قدّس سرّه في وجه ذلك أن المفاهيم الاسمية بكليتها و جزئيتها و عمومها و
خصوصها قابلة للتقسيمات إلى غير النهاية، باعتبار حصصها و حالاتها التي تطرأ
عليها، و لها إطلاق وسعة بالقياس إلى هذه الحصص أو الحالات، سواء أكان الاطلاق
بالقياس إلى الحصص المنوعة كإطلاق الحيوان مثلا بالاضافة إلى أنواعه، أو بالقياس
إلى الحصص المصنفة و المشخصة كإطلاق الانسان بالنسبة