إذا اطلق كلمة «من» بدون ذكر طرفيها، أو كلمة
«في» أو «على» أو ما شاكل ذلك، و أما إذا اطلقت في ضمن تركيب كلامي كقولنا «الصلاة
في المسجد» مثلا فتدل على معناها في ضمن هذا التركيب حيث لا وعاء له إلّا فيه.
فالنتيجة
أن استقلالية المعنى بحدّ ذاته و جوهره علة لاخطاريته و آلية المعنى كذلك علة
لايجاديته.
[تفسير
إيجادية المعنى الحرفى]
ثم
يقع الكلام هنا في مقامين:
الأول:
في تفسير المراد من إيجادية معاني الحروف.
الثاني:
في مراد المحقق النائيني قدّس سرّه من كلمة الايجادية.
أما
المقام الأول فقد اختلفت كلمات الأعلام حول تفسيرها على عدة معان:
الأول:
ما ذكره بعض الأعلام من أن المقصود من إيجادية المعنى الحرفي إن الحرف بدلا عن أن
يدل على معنى موجد لمعناه في نفس التركيب الكلامي من دون أن يكون له تحقق في أي
وعاء بقطع النظر عنه، فيكون التلفظ بالحرف في ضمن الكلام سببا و علة لإيجاده فيه،
كعلية النار لإيجاد الحرارة.
الثاني:
أن المقصود منها أن الحرف يدل على الربط الكلامي، و حيث إنه لا وعاء له إلّا عالم
الكلام و اللفظ، فيوجد فيه و لهذا يكون إيجاديا.
الثالث:
أن المعنى الحرفي يمتاز عن المعنى الاسمي بمجموعة من الخصائص، فمن أجل ذلك يكون
إيجاديا دون المعنى الاسمي.
الاولى:
أن المعنى الحرفي عين التعلق و الربط لا شيء له الربط و التعلق، فيكون عدم
استقلاليته ثابتا في كمون ذاته و حقيقته فلا ذات له، بينما المعنى الاسمي عين
الاستقلال في حدّ ذاته.