والاجتماعي ما يساعد الإنسان على اجتياز
الامتحان بنجاح وتحقيق المقاصد الرفيعة لذلك المنهج الربّاني.
وليس غريباً على هذا الضوء أن نلاحظ أن الإسلام جعل من يوم الفطر
عيداً لا لأنه اليوم الذي يُتاح فيه للإنسان إشباع رغباته الجسدية بل لأنه يوم
الفرحة بالانتصار فهو عيد انتصار الإنسان على شهواته وإكماله لمنهج ربّه وخروجه من
الشوط طاهراً نقياً زكياً ليستأنف حياته بقلب أنظف وإرادة أسلم وجسم أقوى.
فإنه بعد أن حاز المسلمون صوم الشهر بنجاح وبذلوا فيه من الصبر
والرضا ما بذلوا إذاً فليروح الله عن نفوسهم وليعجل لهم سرورهم ويتم لهم حفل تكريم
يشهده الملأ الأعلى في السموات وصالح المؤمنين في الأرض يجتمعون معاً مهنئين
مكبّرين الله على إتمام النعمة وكمال التوفيق
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ[1] ويسمّى هذا اليوم السعيد في الأرض بالعيد وفي السماء بيوم الجائزة
ينادي الحق تبارك وتعالى ملائكته: (ما جزاء الأجير إذا عمل عمله فيقولون إلهنا
وسيدنا جزاؤه أن يوفّى أجره