الشارع واوجب الدخول فيه وتحمل كل ما
يعترضه من صدمات جديدة لتقوى النفس على الظروف الطبيعية التي تأتي في الحياة.
وثمةّ لفتة اخرى نشير إليها وهي ظاهرة الجماعية والعموم في فريضة
الصوم فليس من باب الاتفاق تحديد شهر رمضان موسماً لهذه الفريضة إنها عبادة لابد
من أن تشترك فيها الأمّة جمعاء الذكر والانثى، الكبير والصغير الغني والفقير،
فكلهم مدعوون بنداء التكليف أن يشتركوا في أداء هذا الواجب السامي ويحققوا مجتمع
الصوم والعبادة، مجتمع الإيمان والتقوى.
ومن الخصائص البارزة لهذه الفريضة الكريمة أيضاً أنها تحمل في
طيّاتها مشاعر التعاطف والولاء تدني العدو من العدو والغني من الفقير، والسائل من
المسئول والحاكم من المحكوم، إنها فريضة الرحمة والوداد بين مختلف طبقات الأمّة التي
تنقطع إلى الله تعالى وهي تؤدي هذه العبادة في توجه واحد ومشقّة واحدة يتغاضون بها
عن الأضغان والمشاحنات وينبذون ورائهم الإحن والأحقاد إنها مصفاة النفوس ورباط
المجتمعات وإنها تآلف بين الأفراد، حتى كان