الفصل الأول فريضة الصوم في اطارها العام: (العبادة)
العبادة في الإسلام ظاهرة عميقة الجذور واسعة الأبعاد فهي تتصل بشكل وآخر
بكل مجالات التشريع الإسلامي وبذلك تشكّل القاعدة الأصيلة في البناء التشريعي
والتربوي للإنسان المسلم.
ومن الخطأ أن نفهم هذه القاعدة بوصفها تعبيراً عن ظاهرة فردية أو
علاقة موقوتة بين الإنسان وربّه أو طقوس شكلية تقام في محاريب الصلاة.
إنها حقيقة ضخمة إنها لباب التشريع وروحه بل هي غاية الخلق كله كما
قرر القرآن الكريم: وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ
الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.[1]
فليس من المعقول أن تكون هذه الغاية التي من أجلها كل هذا الخلق وكل
هذا الإبداع مجموعة شعائر وطقوس يقيمها الجن والإنس هنا وهناك وليس من المعقول أن
تكون هذه الشعائر هي