فالإسلام لم يكن طبيباً في تشريعاته كي
يركّز على الجوانب الصحّية في أحكامه وإنما كان نظاماً ومنهاجاً لتربية الإنسان
فرداً ومجتمعاً ولإسعاد البشرية وإيصالها إلى شاطئ الخير والسلامة.
وإذا قدّر أن يكون بعض أحكام الإسلام متكفّلًا لجوانب صحّية من حياة
الإنسان المسلم فليس ذلك باعتباره مدلولًا أوّلياً وهدفاً أصيلًا في رأي الإسلام
ونظرته وإنما ذلك باعتباره شرطاً في وجود المسلم وانحفاظ مجتمعه في أمان وسلام
ليبدأ بعد ذلك بناءه وفق الأهداف التي يستهدفها من تشريعاته.
وانطلاقاً من هذه الفكرة سوف نشرع في تفصيل الحديث عن مدلول فريضة
الصوم في الإسلام ومن الله نستمد التوفيق.