و قوله أَ لَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ- أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ-
إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ- قالَ أَنَا أُحْيِي وَ
أُمِيتُ- قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ
فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم ع في النار و جعلها
الله عليه بردا و سلاما- قال نمرود يا إبراهيم من ربك قال رَبِّيَ الَّذِي
يُحْيِي وَ يُمِيتُ، قال نمرود أنا أحيي و أميت- فقال له إبراهيم كيف تحيي و
تميت، قال إلي برجلين ممن قد وجب عليهما القتل- فأطلق عن واحد و قتل واحدا فأكون
قد أحييت و أمت، فقال إبراهيم إن كنت صادقا فأحي الذي قتلته- ثم قال دع هذا فإن
ربي يأتيني بالشمس من المشرق- فأت بها من المغرب- فكان كما قال الله عز و جل «فَبُهِتَ
الَّذِي كَفَرَ» أي انقطع و ذلك أنه علم أن الشمس أقدم منه.
و أما قوله أَوْ
كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها- قالَ أَنَّى
يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها